دراسة اسرائيلية:

من طرف **الوردة** الثلاثاء 19 أكتوبر 2010, 1:20 pm

دراسة اسرائيلية: المحور الراديكالي بقيادة ايران بات متراصا جدا واعضاؤه مستعدون عسكريا.. وحصول طهران على النووي سيجعل تفكيكه مستحيلا
زهير اندراوس:
2010-10-18

الناصرة ـ 'القدس العربي'رأت دراسة اسرائيلية جديدة انّ حصول الجمهورية الاسلامية الايرانية على الاسلحة النووية، يحمل في طياته بعدا استراتيجيا خطيرا للغاية على منطقة الشرق الاوسط، فوصولها الى القنبلة، سيؤدي الى ازدياد قوة ما يُسمى اسرائيليا وامريكيا بمحور الشر: ايران، سورية، حزب الله، حماس وتنظيمات اسلامية راديكالية اخرى.
ولكنّ الدراسة تقول انّ الخطر الاكبر يكمن في انّ السلاح النووي الايراني سيُحوّل ايران الى نموذج للاسطورة، وسيزيد عدد اعضاء الدول التي تنضوي تحت لوائها، ومن ناحية اخرى، سيزيد من قوة التعاضد والتماسك بين الدول والقوى المشاركة في الحلف الذي تقوده ايران، بحيث انّ هذه الدول والتنظيمات ستقوم بالعمل العسكري المشترك دفاعا عن ايّ دولة تتعرض لهجوم عسكري من اسرائيل او من الولايات المتحدة الامريكية.
ونوهت الدراسة التي اعدّها الباحث يوئيل غوزينسكي من معهد الامن القومي الاسرائيلي للدراسات الاستراتيجية بتل ابيب، الى انّ حقيقة عدم قيام الدول بمساعدة الدولة او التنظيم الذي تعرض لضربة عسكرية من اسرائيل في الماضي، كما جرى في عدوان لبنان في العام 2006، لا يعني بالضرورة ان لا يتغيّر هذا الوضع، ولا توجد ضمانات.
وفق الباحث الاسرائيلي، ان لا تقوم الدول الاعضاء في الحلف بتقديم المساعدات العسكرية للدولة التي تتعرض للهجوم، الامر الذي يعني ان صناع القرار في الدولة العبرية، ملزمون بان يأخذوا بالحسبان بانّ ايّ مغامرة عسكرية قد يقدمون عليها ضدّ حزب الله في لبنان او حماس في غزة، ستجلب ردا عسكريا عنيفا من قبل سورية وايران، الامر الذي سيؤدي الى اندلاع حرب شاملة في المنطقة، على حد تعبيره.
وتابع الباحث الاسرائيلي، الذي نشر دراسته على موقع الانترنت التابع لمعهد الامن القومي، انّ الحقيقة المركزية التي تُميّز السياسة في المنطقة، خلال السنوات الاخيرة، تكمن في مواصلة ايران تسلحها وتعاظم قوتها العسكرية، وهذا التطور برأيه، دفع العديد من القوى في الشرق الاوسط للعمل المشترك من اجل الحد من قوة ايران العسكرية والسياسية، وهكذا تشكّل ولو بصورة سرية محور دول الاعتدال العربي، الذي يعمل بشكل غير معلن مع امريكا واسرائيل من اجل تحقيق الهدف، على الرغم من وجود تفاوت كبير في المصالح بين اللاعبين، كما انّ الاختلاف السياسي بين الاعضاء في هذا المحور، يقول الباحث، لا يؤثر على مساعيه لحل مسألة التهديد الايراني، لانّه يرى فيها المشكلة الرئيسية، التي تُبرر التعاون المشترك على الرغم من الفوارق الجيو- سياسية بين الدول المشاركة فيه، وهدف هذا المحور هو اضعاف قوة ايران العسكرية والسياسية، بالاضافة الى حلفائها.
من ناحية اخرى، اشار الباحث في دراسته الى انّ هناك مصلحة ايرانية عليا في انْ تُبرز نفسها في المنطقة وامام العالم بأنها هي، وفقط هي، التي تقود ما تُسميه الدراسة بالمحور الراديكالي، وذلك بهدف تعظيم خطرها، اذ انّها ترى في باقي اللاعبين الذين يعتبرون حلفاءها وسيلة لتحقيق طموحاتها في منطقة الشرق الاوسط، وبالتالي تقول الدراسة انّ اضعاف ايران، سيؤدي بشكل اوتوماتيكي الى تغيير في السياسة السورية المتهورة، بحسب المحلل، وحزب الله سيفقد قوته وسنده الرئيسي، وعليه فانّ اضعاف ايران سيؤثر بطبيعة الحال على دائرة صنع القرار في الحزب، وتذهب الدراسة الى ابعد من ذلك، اذ تقول لا بل تجزم بانّ اضعاف ايران سيجعل من القضية الفلسطينية لقمة سائغة وسيتحول حلها الى سهل جدا بالنسبة للدولة العبرية وللولايات المتحدة الامريكية، اذ انّ قوة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ستتلاشى من المشهد الداخلي الفلسطيني، على حد تعبير الباحث الاسرائيلي. وبما انّ ايران تعتبر القائدة للمحور فانّ النزاعات العالقة في المنطقة، من لبنان حتى العراق، ستُحل بسهولة في حال اضعافها.
وفي التلخيص تقول الدراسة انّه في حال تعرض جميع اللاعبين في الحلف الذي تقوده ايران لاعتداء عسكري، فانّ الرد بطبيعة الحال سيكون عنيفا من قبل الجميع، لافتا الى انّ الاعضاء اعلنوا عن تعهد عسكري متبادل، ولكنّ هذا الامر، بحسب الدراسة، لا يمكن اعتباره بمثابة اتفاق تعاون عسكري، حسب الفهم الكلاسيكي للمصطلح في العلاقات الدولية، كما اشار الى انّ الرد على تلقي ايران ضربة عسكرية يختلف عن الرد في حال تعرض حماس لضربة عسكرية من اسرائيل، كما انّ التفاوت في قوة الرد تبرز في اذا كانت الدولة المهاجمة اسرائيل ام امريكا. ويلاحظ الباحث انّ التعاون العسكري المشترك بين الدول في الحلف الراديكالي، الذي تقوده ايران تطور الى ابعد الحدود في الفترة الاخيرة، محذّرا من انّ استمرار وجود هذا الحلف سيؤدي بطبيعة الحال الى توثيق اواصر الصداقة والتعاون السياسي والعسكري بين اللاعبين، ومع مر الوقت، يؤكد الباحث الاسرائيلي، سيُصبح تفكيك هذا الحلف صعبا للغاية، ولكن ليس مستحيلا. والخطر في هذا الحلف، تقول الدراسة، يكمن ايضا في انّه خلافا للماضي غير البعيد، فانّ اللاعبين تركوا جانبا الخلافات السياسية والايديولوجية بينهم، لصالح توثيق المكون او الاساس العسكري.
علاوة على ذلك، تقول الدراسة، انّ اكثر ما يُميّز هذا الحلف، هو انّه تمكن على مدار سنوات عديدة من احتواء الخلافات الداخلية والخارجية بين اللاعبين، مثل الخلافات الايديولوجية، وبالتالي فانّ الخطر العسكري من هذا الحلف هو كبير للغاية، اذا اخذنا بعين الاعتبار انّه يدور في فلك منطقة معرضة للانفجار في كل لحظة من الناحية الاستراتيجية.
واوضح الباحث انّه اعتمادا على تصريحات مختلفة صدرت في الفترة الاخيرة من قبل سورية (اعتداء على حزب الله سيؤدي على قيامنا بالرد)، وتصريحات القيادة الايرانية بانّ هجوما اسرائيليا عسكريا على سورية سيدفع الجمهورية الاسلامية للرد بكل قوتها ضدّ الدولة العبرية، فانّه يمكن التوصل الى نتيجة بانّ الحلف بات متراصا وقويا وان جميع اللاعبين فيه سيقومون بدورهم العسكري في حال تعرض احدهم للعدوان العسكري، وهنا تمكن الخطورة الكبيرة، على حد تعبير الباحث.